Tuesday 31 December 2013

فيما صح من الحديث فضائل سورة البقرة



ما صح من الحديث في فضائل سورة البقرة وشرحها 
معا تندبر أيات القرآن الكريم ونعتبر 

وما شيء معين على الحب والعمل بآيات الله خير من معرفة فضائل ما نزّله تعالى على الأمة التي اختارها لحمل كلامة سبحانه وتعالى في صدورها ، فتعالوا معي في جولة مع ما صح من احايث النبي المصطفى في فضائل سورة البقرة ، مع شرح موجز لها مما ورد في كتب الحديث والتفسير .
 
ففي فضل سورة البقرة ورد في مسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله   قال : ( لا تجعلوا بيتكم قبوراً ، فإن البيت الذي تُقرأ  فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان )
عن أبي أمامة الباهلي ‏ ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله   ‏يقول
 ( ‏اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين  ‏البقرة ‏ ‏وسورة آل عمران  ‏فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما ‏ ‏فرقان ‏من ‏طير صواف ‏‏تحاجّان ‏عن أصحابهما اقرءوا سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها ‏ ‏البطلة  ) رواه مسلم
 قال المناوي في فيض القدير: أخذها يعني المواظبة على تلاوتها والتدبر لمعانيها والعمل بها بركة أي زيادة ونماء .والبطلة : يعني السحرة ، ولذا فأن سورة البقرة رقية ، يرقى بها من السحرة والشياطين ، ففيها الشفاء بإذن الله تعالى
ويذكر لنا النبي أنّ ترك قراءة هذه السورة حسرة ،، وتأمل كلمة حسرة أي ندامة ولكن على ماذا ؟ على ما فاته بتركها من البركة والخير والأجر الذي ياتي معها والذي فاته بعدم قراءة هذه السورة
 
وقال أيضا لا تستطيعها البطلة أي السحرة ، فهذه السورة بفضل الله تكون حامية لقارئها من السحر والمس والعين ، ومن كان به شئ من ذلك ، فإنه إذا واصل على قراءة هذه السورة فإن الشياطين لا تستطيع أن تقاومها ، فتضعف وتستسلم فيزول ما كانت تحرسه من السحر ويبطل ما كانت تعمله تأمل قوله : (لا تستطيعها البطلة)

ولكن ليس هناك دليل خاص يفيد كونها تزيد في الرزق أو تباركه، كما  يتداول بين الناس ،  ولكن ورد -على سبيل العموم- أن أخذها بركة.

وانظر كيف قدّم رسول الله صغير السن الذي يحفظ سورة البقرة  في قيادة سرية بعثها على من هو أكبر منه ، وأعلم ، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال:
 بعث رسول الله بعثا وهم ذوو عدد ، فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ، يعني ما معه من القرآن ، فأتى على رجل من أحدثهم سنا ، فقال : ما معك يا فلان ؟ قال : معي كذا وكذا وسورة البقرة ، فقال أمعك سورة البقرة ؟ قال : نعم . قال : اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم : والله ما منعني أن أتعلم البقرة إلا أني خشيت ألا أقوم بها . فقال رسول الله : تعلموا القرآن واقرءوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه ، فيرقد وهو في جوفه ، كمثل جراب أوكي على مسك] الترمذي وقال حديث حسن
تأمل رد النبي على من تعذر عن حفظ سورة  البقرة  بخشيته أن لا يقوم بحقها ، أوافقه ؟؟  بل فرّق بين من عمل به ، ومن حفظه في جوفه فقط بأن الذي يعمل به ، كمن يحمل وعاءً فيه مسك يفوح به أينما راح ، والثاني إنكفأ على المسك ( أي المسك مغطى مغلف ، لا يشم أحد رائحته ) 

وفي صحيح ابن حبان والحاكم وغيرهما أن رسول الله قال: إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليالٍ. صححه الحاكم وحسنه الألباني.وفي لفظ : قال رسول الله ( لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي)
قوله  ( لكل شيء سًنام )  بفتح السين أي رفعة وعلو ، استعير من سَنام الجمل ، ثم كثر استعماله فيها حتى صار مثلا ومنه سميت " البقرة " سنام القرآن قاله الطيبي .
  وإن سنام القرآن سورة البقرة ) - إما لطولها واحتوائها على أحكام كثيرة أو لما فيها من الأمر بالجهاد وبه الرفعة الكبيرة

في فضل آية الكرسي :ـ
هي سيدة آي القرآن كما ورد في الحديث السابق قول رسول الله ( لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي)  ) جمع آية ( آية الكرسي ) بالرفع أي هي آية الكرسي وفيه إثبات السيادة لهذه الآية على جميع آيات القرآن ، وذلك شرف عظيم فإن سيد القوم لا يكون إلا أشرفهم خصالا وأكملهم حالا وأكثرهم جلالا.
 
- قراءتها حفظ للبيت والنفس من الشيطان وتسلطه ثابت عن النبي ، ففي صحيح البخاري وغيره: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله ، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه فأصبحت، فقال النبي : يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة، قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله أنه سيعود ،فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله ، قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله : يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك، قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله : ما فعل أسيرك البارحة، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي، قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي : أما إنه قد صدقك وهو كذوب! تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: ذاك الشيطان).
وفي تفسير ذلك قال القرطبي في تفسيره: قال أبو عبد الله -وهو الحكيم الترمذي-: فهذه آية أنزلها الله جل ذكره، وجعل ثوابها لقارئها عاجلا وآجلا، فأما في العاجل فهي حارسة لمن قرآها من الآفات، وروي لنا عن نوف البكالي أنه قال: آية الكرسي تدعى في التوارة ولية الله. يريد يدعى قارئها في ملكوت السموات والأرض عزيزاً، قال: فكان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع، معناه كأنه يلتمس بذلك أن تكون له حارساً من جوانبه الأربع، وأن تنفي عنه الشيطان من زوايا بيته.

وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت نبيكم يقول وهو على أعواد المنبر: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت) ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد، ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله 
.
- آية الكرسي لها لسانا وشفتين:ـ  لما في مسند أحمد عن أبي بن كعب: أن النبي سأله ( أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم فرددها مراراً ثم قال أبي: آية الكرسي، قال: ليهنك العلم أبا المنذر.. والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

-قال رسول الله :  (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة  لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)  رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.

-فيها اسم الله الأعظم
عن أبي أمامة يرفعه قال : (  اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاثة في البقرة وآل عمران وطه - يعني الحي القيوم )  (صحيح الجامع)

  فضل آخر آيتين كم سورة البقرة:

عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي :( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتا) رواه البخاري.
قال في فتح الباري في شرح البخاري : قوله : ( كفتاه ) أي أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن ، وقيل أجزأتا عنه، أي  عن قراءة القرآن مطلقا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها .
وقيل معناه أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا وقيل : معناه : كفتاه كل سوء، وقيل : كفتاه شر الشيطان، وقيل : دفعتا عنه شر الإنس والجن ، وقيل : معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر ، وكأنهما اختصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم ، قال النووي:: قيل معناه كفتاه من قيام الليل، وقيل : من الشيطان ، وقيل : من الآفات ، ويحتمل من الجميع . هذا آخر كلامه.وقال أبو عيسى الترمذي : وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر.
ويوضح المقصود ويبينه حديث آخر : النعمان بن بشير عن النبي قال:( إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان)  رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.

No comments:

Post a Comment