عن أبي يعلى سداد بن أوس عن النبي ﷺ قال :
( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،
وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحــة ، وليحدّ أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحتــه ) رواه مسلم .
معاني الكلمات :
كتب : فرض .
الإحسان على كل شيء : أي
في كل شيء تعملونه
فإذا قتلتم : أي
أردتم قتل من يجوز قتله
فأحسنوا القتلة : أي هيئة القتل ، وإحسانها : اختيار أسهل الطرق
وأخفها إيلاماً
وإذا ذبحتم : أي
أردتم ذبح ما يحل ذبحه من الحيوان
فأحسنوا الذبحة : أي هيئة الذبح ، بأن يكون بسكين حادة ، وأن يعجل
إمرارها
وليحد : أي
ليسن
شفرته : أي
السكين
الفوائد من هذا الحديث :ـ
-
أولاً: الأمر بالإحسان في كل شيء ، وقد حث الله تعالى عليه
في مواضع كثيرة منها
كما قال تعالى : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
﴿البقرة 195)
وقال تعالى : إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ )
﴿النحل: 90)ـ
وهذا الأمر بالإحسان قد يكون واجباً : كالإحسان إلى الوالدين
والأرحام
وقد يكون مستحباً : كصدقة التطوع .
ثانياً: الإحسان هو بذل جميع المنافــع من أي نوع كان لأي مخلوق: ويكون بالقول والفعل والمساعدة والنصيحة
ثالثاً: ذكر النبي ﷺ أمثلة للإحسان :ـ
-
الإحسان بالقتــل :ـ
فإذا قتلت شيئاً يباح قتله فأحسن القتلة ، فلو أن شخصاً آذاه كلب
من الكلاب كأن كان كلبا عقورا مؤذياً ، وأراد
أن يقتله ، فهناك طرق لقتله ، لكن عليه أن يختار أسهلها وأقلها إيلاما
أيضاً من استحق القتل من الناس قصاصاً، قتل بضرب عنقه بالسيف من
دون تمثيل .
- الإحسان بالذبح ، ووجوب إراحة الذبيحة
وذلك بأن نذبحهــا على الوجــه المشروع ومن ذلك :
حد الشفرة لأن ذلك أسهل للذبيحــة . فلا يجوز أن يذبحهــا بآلة
كالة [ أي ليست بجيدة ]
ولا يحد الشفرة أمام الذبيحـــة؛ لأن
النبي ﷺ أمر أن تحد الشفار ، وأن
توارى عن البهائم
رابعاً: من أجلِّ أنواع
الإحسان : الإحسان إلى من أساء إليك بقول أو فعل
قال تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ )﴿فصلت 34)
فمن أحسن في شيء كان ثوابه :ـ
-
أن من أحسن إلى الناس أحسن
الله إليه
قال تعالى : (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ
إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴿الرحمن 60) ـ
-
رحمة الله قريبة من
المحسنين
قال تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ
قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿الأعراف 56﴾ـ
-
لهم الجنة ونعيمها
قال تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ
وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ
وَلَا ذِلَّةٌ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿يونس: 26) ـ
-
معية الله لهم
قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿العنكبوت 69) ـ
-
حب الله للمحسنين
قال تعالى : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
﴿البقرة 195)
- الحث والرحمة والشفقــة
بالحيــوان
وقد قال رسول الله ﷺ: (أنَّ رجلًا قالَ يا رسولَ اللَّهِ : إنِّي لأذبحُ الشَّاةَ
وأنا أرحَمُها أو قالَ : إنِّي لأرحَمُ الشَّاةَ أن أذبحَها فقالَ : والشَّاةُ إن رحِمتَها رحِمَكَ اللَّهُ .)ـصحيح
مسند الوادعي
-
النهي عن المثلة بالإنسان بعد قتله
-
الأمر بحسن التعامل مع جميع المخلوقـــات
-
يا له من دين عظيم ، ورسول رحيم ، أين منه جميع أهل الحقوق
المتشدقون بها هذه الأيام ، اين هم من منتهى الرحمة ، قولا وفعلا وأمرا ، الحمد
لله دوما وأبدا على نعمة الإسلام
No comments:
Post a Comment