Wednesday 28 May 2014

شرح أحاديث الأربعين النووية - الحديث السابع عشر - الإحسان في كل شيء



 



عن أبي يعلى سداد بن أوس عن النبي   قال :
 
( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحــة ، وليحدّ أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحتــه ) رواه مسلم .

معاني الكلمات :

كتب : فرض .
الإحسان على كل شيء : أي في كل شيء تعملونه  
فإذا قتلتم : أي أردتم قتل من يجوز قتله  
فأحسنوا القتلة : أي هيئة القتل ، وإحسانها : اختيار أسهل الطرق وأخفها إيلاماً  
وإذا ذبحتم : أي أردتم ذبح ما يحل ذبحه من الحيوان  
فأحسنوا الذبحة : أي هيئة الذبح ، بأن يكون بسكين حادة ، وأن يعجل إمرارها  
وليحد : أي ليسن  
شفرته : أي السكين  

الفوائد من هذا الحديث :ـ

-     أولاً: الأمر بالإحسان في كل شيء  ، وقد حث الله تعالى عليه في مواضع كثيرة منها

كما قال تعالى : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿البقرة 195)

وقال تعالى : إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ‌ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) ﴿النحل: 90)ـ

وهذا الأمر بالإحسان قد يكون واجباً : كالإحسان إلى الوالدين والأرحام  
وقد يكون مستحباً : كصدقة التطوع .

ثانياً: الإحسان هو بذل جميع المنافــع من أي نوع كان لأي مخلوق: ويكون بالقول والفعل والمساعدة والنصيحة

ثالثاً: ذكر النبي  أمثلة للإحسان :ـ

-      الإحسان بالقتــل :ـ

فإذا قتلت شيئاً يباح قتله فأحسن القتلة ، فلو أن شخصاً آذاه كلب من الكلاب  كأن كان كلبا عقورا مؤذياً ، وأراد أن يقتله ، فهناك طرق لقتله ، لكن عليه أن يختار أسهلها وأقلها إيلاما  
أيضاً من استحق القتل من الناس قصاصاً، قتل بضرب عنقه بالسيف من دون تمثيل .

-      الإحسان بالذبح ، ووجوب إراحة الذبيحة

وذلك بأن نذبحهــا على الوجــه المشروع ومن ذلك :
حد الشفرة لأن ذلك أسهل للذبيحــة . فلا يجوز أن يذبحهــا بآلة كالة [ أي ليست بجيدة ]  
ولا يحد الشفرة أمام الذبيحـــة؛  لأن النبي أمر أن تحد الشفار ، وأن توارى عن البهائم

رابعاً: من أجلِّ  أنواع الإحسان : الإحسان إلى من أساء إليك بقول أو فعل  

قال تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي 
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )﴿فصلت 34)   

فمن أحسن في شيء كان ثوابه :ـ

-      أن من أحسن إلى الناس أحسن الله إليه 
قال تعالى : (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴿الرحمن 60) ـ  
-      رحمة الله قريبة من المحسنين 
قال تعالى : (إِنَّ رَ‌حْمَتَ اللهِ قَرِ‌يبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿الأعراف 56﴾ـ
-      لهم الجنة ونعيمها
قال تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْ‌هَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ‌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿يونس: 26) ـ
-      معية الله لهم
قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿العنكبوت 69) ـ
-      حب الله للمحسنين
قال تعالى : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿البقرة 195)

-     الحث والرحمة والشفقــة بالحيــوان 

وقد قال رسول الله : (أنَّ رجلًا قالَ يا رسولَ اللَّهِ : إنِّي لأذبحُ الشَّاةَ وأنا أرحَمُها أو قالَ : إنِّي لأرحَمُ الشَّاةَ أن أذبحَها فقالَ : والشَّاةُ إن رحِمتَها رحِمَكَ اللَّهُ .)ـصحيح مسند الوادعي
-      
النهي عن المثلة بالإنسان بعد قتله  
-      
الأمر بحسن التعامل مع جميع المخلوقـــات 

-     يا له من دين عظيم ، ورسول رحيم ، أين منه جميع أهل الحقوق المتشدقون بها هذه الأيام ، اين هم من منتهى الرحمة ، قولا وفعلا وأمرا ، الحمد لله دوما وأبدا على نعمة الإسلام

No comments:

Post a Comment