Wednesday 12 February 2014

تفسير مختصر وربط للآيات وبيان للمتشابهات لتثبيت الحفظ - سورة فصلت ج 2

     





سورة فصلت ج 2
من الآية 25 – 39  

بعد أن أخبر تعالى عن حال الكفار والمشركين يوم القيامة ، وأنهم يطلبوا شهادة أعضائهم ومنها جلودهم عليهم ، وما كان منها من قول الحق فيهم فأردتهم النار ، يتبعها ربنا سبحانه ببيان أن ذلك كان لحكمة منه وبسبب غوايتهم وتكبرهم عن الحق فقد هيأ لهم شياطين الجن والإنس يحَسِّنوا لهم كفرهم وشركهم ، فقال تعالى
: (  وقيضنا لهم قرناء) التقييض الإبدال ومنه المقايضة، قايضت الرجل مقايضة أي عاوضته بمتاع، وهما قيضان كما تقول بيعان، وهنا بمعنى أبدلهم قرناء الخير بقرناء السوء. (  فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) فحسنوه لهم أعمالهم في الدنيا ، حسنوا لهم من أمر الدنيا حتى آثروه على الآخرة أو أنّ المعنى : أحوجناهم إلى الأقران؛ أي ليستعينوا بهم ، فزين بعضهم لبعض المعاصي. قال مجاهد : وليس قوله: ( وما خلفهم) عطفا على ( ما بين أيديهم) بل المعنى وأنسوهم ما خلفهم ففيه هذا الإضمار . ( وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس) أي وجب عليهم من العذاب ما وجب على الأمم الذين من قبلهم الذين كفروا ككفرهم. فهم داخلون مع الأمم الكافرة قبلهم فيما دخلوا فيه ،في جملة الخاسرين خسروا أعمالهم في الدنيا وأنفسهم وأهليهم يوم القيامة. فاستووا هم ومن قبلهم من الكفار في الخسار والدمار.
متشابه :
قوله تعالى في هذه الآيات (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِ‌ينَ )
يشبه الآية في سورة الأحقاف ، قوله تعالى (أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِ‌ينَ )
فآية سورة فصلت تبدا بـ ( وحق عليهم  ...) بدون اسم الإشارة للبعيد ، ولا الإسم الموصول في سورة الأحقاف  ( أولئك الذين حق عليهم ....) انتهى
وقوله : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)  أي تواصوا فيما بينهم ألا يطيعوا القرآن ولا ينقادوا لأوامره، وإذا يتلي عليهم يلغوا فيه بالمكاء والصفير والتخليط في الكلام، واجحدوا به وأنكروه وعادوه ، هذا حال هؤلاء الجهلة من الكفار ومن سلك مسلكهم عند سماع القرآن ، ويحسبون أنهم يغلبونه بفعلهم هذا .
ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد يتوعدهم فيقول(  فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا) أن الذوق هو ما يكون محسوسا، والعذاب الشديد هو ما يتوالى فلا ينقطع.أي عذابا محسوسا على أجسامهم يتوالي غير منقطع. ( ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون) أي ولنجزينهم في الآخرة جزاء أقبح أعمالهم التي عملوها في الدنيا، وأسوأ الأعمال الشرك. ( ذلك جزاء أعداء الله النار) ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد، واعدى أعداء الله الكفار به المشركون معه غيره وهو وحده الخالق المنعم سبحانه .
 قوله تعالى: ( وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس)  يعني قولهم في النار أرنا من أضلنا يعني إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، ويشهد لهذا التفسير الحديث المرفوع عن ابن مسعود: (ما من مسلم يقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من ذنبه لأنه أول من سن القتل) خرجه الترمذي، أو يعني من أضلنا من  جنس الإنس والجنّ، وبني على التثنية لاختلاف الجنسين. ( نجعلهما تحت أقدامنا) سألوا ذلك حتى يشتفوا منهم بأن يجعلوهم تحت أقدامهم (ليكونا من الأسفلين)  في النار وهو الدرك الأسفل سألوا أن يضاعف الله عذاب من كان سبب ضلالتهم من الجن والإنس.
وبعد بيان حال أهل الشرك ، وإنذارهم بالعذاب في النار إن استمروا على ما هم عليه ، تأتي البشارة لأهل الإستقامة على لا إله إلا الله قولا واعتقادا وفعلا ، ورعوها حق رعايتها بالإمتثال لأمر خالقهم بالعبادة والخالصة له وحده ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَ‌بُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُ‌وا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) هؤلاء خلاف السابقين استقاموا على الحق ،كما قال ابن عباس : استقاموا واللّه للّه بطاعته ولم يروغوا روغان الثعالب ، وأكد نبينا  صلى الله  هذا المعنى لمن سأله أن يقول له شيء في الإسلام لا يسأل عنه أحد بعده ، فقال صل  : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) اخرجه مسلم ، فكان جزاؤهم ان يبشروا أعظم بشارة يرجوها من كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال على الآخرة ، في نزع الموت ، عندها  : (  تتنزل عليهم الملائكة)  قال مجاهد والسدي: يعني عند الموت قائلين: ( ألا تخافوا)  أي مما تقدمون عليه من أمر الآخرة (  ولا تحزنوا)  على ما خلفتموه من أمر الدنيا من ولد وأهل ومال أو دين، فإنا نخلفكم فيه، ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)  فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير، وهذا كما جاء في حديث البراء رضي اللّه عنه قال: (إن الملائكة تقول لروح المؤمن: اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرنيه، اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان)، وقيل: إن الملائكة تتنزل عليهم يوم خروجهم من قبورهم ( حكاه ابن جرير عن ابن عباس والسُدِّي)، وقال زيد بن أسلم: يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث.وتقول له  ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة)  أي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: نحن كنا أولياءكم، أي قرناءكم في الحياة الدنيا، نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر اللّه، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور، ( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم) أي في الجنة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس وتقر به العيون ( ولكم فيها ما تدعون)  أي مهما طلبتم وجدتم وحضر بين أيديكم كما اخترتم ( نزلاً من غفور رحيم) أي ضيافة وعطاء من رب غفور لذنوبكم ، رحيم بكم حيث غفر وستر، ورحم ولطف، وفي الحديث قوله : (من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه، ومن كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه)، قلنا: يا رسول اللّه: كلنا نكره الموت، قال : (ليس ذلك كراهية الموت، ولكن المؤمن إذا حُضِرَ جاءه البشير من اللّه تعالى بما هو صائر إليه، فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي اللّه تعالى، فأحب اللّه لقاءه، قال: وإن الفاجر، أو الكافر، إذا حضر جاءه بما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقى من الشر، فكره لقاء اللّه فكره اللّه لقاءه) أخرجه الإمام أحمد عن أنَس رضي اللّه عنه
.سبحان الله ما اجمل هذه البشارة ، ماذا يريد المرء بعدها أو خلافها .
وما هو العمل الذين أوصل هؤلاء لهذا النعيم ، والحفاوة ؟
الجواب في الآية التالية : هؤلاء لم يبلغوا هذه المنزلة إلا أنهم كانوا أحسن الناس قولا وفعلا ، ولذلك يقول تعالى: ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) فهم خلاف الذين تواصوا باللغو في القرآن. والمعنى : أي كلام أحسن من القرآن،واحسن الناس هم التاليه له ،  وخير التالين للقرآن الداعين  إلى الله وطاعته  هو محمد . ،وكان الحسن إذا تلا هذه الآية يقول : هذا رسول الله، هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا والله أحب أهل الأرض إلى الله؛ أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب إليه. وقيل : هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله، فهي نزلت في كل مؤمن هذا حاله، ومعنى ( وعمل صالحا ) أي : أدى الفرائض، وعمل بطاعة الله سبحانه فاكثر من المندوب ، مع اجتناب المحارم . قوله تعالى: (وقال إنني من المسلمين)  قال ابن العربي : وما تقدم يدل على الإسلام، لكن لما كان العمل قد  يكون للرياء أوالإخلاص، دل على أنه لا بد من التصريح بالاعتقاد لله في ذلك كله، وأن العمل لوجهه.
وقوله تعالى: ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) ؛ أي لا يستوي ما أنت عليه من التوحيد، وما المشركون عليه من الشرك. قال ابن عباس : الحسنة لا إله إلا الله،والطاعات ، والسيئة الشرك. وقيل : الحسنة العفو، والسيئة الانتصار. وقيل الحسنة العلم، والسيئة الفحش. وكل ذلك يرجع لمعنى واحد ، ثم قال ربنا ( ادفع بالتي هي أحسن)  أي ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك. قيل: هو الرجل يسب الرجل فيقول الآخر إن كنت صادقا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك. وكذلك يروى في الأثر : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال ذلك لرجل نال منه. وقال القاضي أبو بكر بن العربي في الأحكام وهو أن يدفع جهل الغير بالمصافحة. وفي الأثر : (تصافحوا يذهب الغل). وفي الأثر : (من تمام المحبة الأخذ باليد). ومن  حديث البراء بن عازب قال : قال رسول الله ( ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه مودة بينهما ونصيحة إلا ألقيت ذنوبهما بينهما). قوله تعالى: ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) أي أمر الله تعالى في هذه الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم. وروي أن رجلا شتم قنبرا مولى علي بن أبي طالب فناداه عليّ رضي الله عنه : يا قنبر دع شاتمك، والهوا عنه ، ترضي الرحمن وتسخط الشيطان، وتعاقب شاتمك، فما عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه. (وما يلقاها إلا الذين صبروا)  يعني هذه الفعلة الكريمة والخصلة الشريفة   بكظم الغيظ واحتمال الأذى. أي ما يلقاها إلا الصابرون؛. ( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) أي نصيب وافر من الخيرقالوا : الحظ العظيم الجنة. ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدك عن الإعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته، فاستجر باللّه من نزغه، ( إنه سميع عليم) سميع لجهل الجاهل عليك ، عليم بما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه. وفي حديث الرجلين اللذين تسابا بحضرة النبي ، فغضب أحدهما فقال رسول اللّه : (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة. وأصل النزغ: الفساد إما بالغضب أو غيره، قال اللّه تعالى: ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم) الإسراء 53 ، والعياذ: الالتجاء والاستناد والاستجارة من الشر، وأما الملاذ  ففي طلب الخير، كما قال الحسن بن هانئ: يا من ألوذ به فيما أُؤمله ** ومن أعوذ به مما أحاذره . فاستعذ بالله من كيده وشره إن الله هو السميع  لاستعاذتك ، العليم  بأفعالك وأقوالك.
والمستعيذ والملتجأ لا يلتجأ إلا لقادر مالك متصرف ، فلذلك جاء بعد هذه الآية قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ‌ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ‌ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ‌ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) يؤكد الله تعالى على كونه المستحق لحماية عبده الملتجأ إليه ، فيذكر ببديع آياته ، الليل والنهار ، وسبب اختلافهما ، وهما الشمس والقمر ، وأنهما من آيات الله المستحق وحده للعبادة ، فلا تسجدوا لهما من دونه ، فهما عبدان من عبيده ، تحت قهره وتسخيره ، لا تشركوا به غيره، فإنه لا يغفر أن يشرك به، ولهذا قال تعالى:  ( فإِنِ اسْتَكْبَرُ‌وا فَالَّذِينَ عِندَ رَ‌بِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‌ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ) أي إن استكبر المشركين عن إفراد العبادة له وأبوا إلا إن يشركوا معه غيره، فالذين عنده  يعني الملائكة يعبدونه ولا يسأمون عن عبادته سبحانه ،ومصداق هذا قوله: ( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة يارب لمن يزن هذا، فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك  ) [السلسلة الصحيحة للألباني ] وقوله  :( ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف، إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنّا لم نشرك بك شيئاً ) الطبراني – اسناده صحيح
وقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَ‌ى الْأَرْ‌ضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَ‌بَتْ ۚ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۚ) أي الآيات الدالة على قدرته على إعادة الموتى  أنك ترى الأرض هامدة لا نبات فيها بل هي ميتة،  فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت أي انتفخت وعلت قبل أن تنبت ، ثم أخرجت من جميع ألوان الزروع والثمار ، فالذي  أحياها قادر على أن يحيي الموتى ، ذلك لأنه على كل شيء قدير  .
إعجاز علمي :
قوله تعالى في الآية أن الأرض إذا نزل عليها الماء ( اهتزت وربت ) فيها إعجاز علمي دقيق ، تعال نتعرف عليه :
أولا : كيف تكون الأرض قبل نزول المطر عليها؟  تكون حبيبات التربة جافة منكمشة صغيرة تأخذ حيزاً صغيرا ، وهنا تكون الأرض هامدة ساكنة خاشعة كما صورها القرآن الكريم أوجز عبارة حيث قال تعالى : (وترى الأرض هامدة ) وقال سبحانه في هذه السورة : ( ومن آياته أنك نرى الأرض خاشعة ) ،
فجميع الكائنات الحية الدقيقة  في التربة (بكتريا ـ فطريات وغيرها ) في حالة سكون تام  وانعدام حركة، ومعظمها في حالة تجرثم، أو تكون حوافظ جرثومية تعمل كالدرع الواقي للكائن الحي من الظروف الخارجية القاسية وأهمها غياب الماء، وكذلك البذور والحبوب في أقل صورة من النشاط الحيوي ، وأصغر حجم لها ،  لكن بعد نزول المطر عليها بمدة قصيرة :
قال العلماء  تحدث للأرض عمليات الفيزيائية والكيميائية والحيوية التالية، منها
العمليات الفيزيائية الكيميائية :
ينزل المطر على الأرض فتتغير طاقة الوضع وطاقة الحركة لكل من المطر والأرض، فتهتز الأرض وتتحرك لانتقال الطاقة إليها من الماء .
يزداد تأين مكونات التربة غير العضوية في وجود الماء ويزداد حجمها .
تتشرب المكونات العضوية ( وهي الكائنات الحية والبذور والحبوب ) وتنتفخ ، ويزداد حجمها نتيجة لعمليات التشرب.
النتيجة النهائية للعمليات السابقة هو اهتزاز التربة وتحركها .( اهتزت )
في نفس الوقت تحدث العمليات الحيوية التالية :
تخرج الكائنات الحية الدقيقة من سكونها وتهتز وتتحرك
تنشط البصلات والريزومات وتهتز وتتحرك .تفقس بيضات الكائنات الدقيقة وتهتز وتتحرك.تنشط الديدان والحشرات في التربة وتهتز وتتحرك.
تنشط الجذور والسيقان ويزداد معدل امتصاص التربة وتهتز جزيئاتها وتتحرك .
المحصلة النهائية للعمليات السابقة هي أن الأرض تهتز وتتحرك.
ثالثاً : صورة الأرض بعد نزول المطر عليها بمدة طويلة :
بعد نزول المطر على الأرض بمدة طويلة، تتوالى العمليات الفيزيائية والكيمائية والحيوية وتصبح صورة الأرض كما يلي :
تبدأ الكائنات الحية الدقيقة في النمو والتكاثر فتزداد في الحجم والوزن ويزداد المحتوى العضوي للتربة .
تبدأ الديدان والحشرات في النمو والتكاثر وتعمل أنفاقاً في الأرض فتنتفش التربة.
وتبدأ البصلات والجذور في النمو مع زيادة في الحجم والوزن.
 المحصلة النهائية للعملية السابقة هي زيادة الحجم والوزن.
   بعد مدة يزداد النشاط الحيوي والنمو وتموج الأرض بالحياة وتحيا وتربو.
وقد أوجز الله سبحانه وتعالى العليم الخبير كل هذه العمليات في كلمتي اهتزت وربت ) فهل كان أحد في الجزيرة العربية وقت نزول القرآن عالماً بكل العلوم السابقة حتى يصف العمليات السابقة في كلمتي:  اهتزت وربت ؟
فهل بعد ذلك إعجاز ؟
وماذا يحدث لو قالت الآية ربت واهتزت ، هنا تصبح الآية معاكسة للعلم الحديث والعلم التجريبي لأن الأرض تهتز أولاً ، ثم تنمو كائناتها الحية فتربو وتزداد في الحجم فسبحان الله الخالق .

سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
يتبع الجزء الثالث والأخير من سورة فصلت إن شاء الله  

2 comments:

  1. ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠه ﻓﻴﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﻪ

    ReplyDelete