Monday 10 February 2014

صحابيات حول رسول الله ﷺ - نسيبة بنت كعب الأنصارية







  
أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية 

نسب أم عمارة وفضلها

هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار، وهي أنصارية من بني مازن، وكنيتها أم عمارة. وهي أم لحبيب وعبد الله ابني زيد بن عاصم. ولما ظهر الإسلام أسلمت وبايعت وشهدت أحداً والحديبية وخيبر وحنيناً وعمرة القضاة ويوم اليمامة ،وبيعة الرضوان.

زواجهـــا:

كانت تحت وهب الأسلمي، فولدت له حبيب، ومات وهب فتزوجها زيد بن عاصم المازني فولدت له عبد الله، وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب، وفي رواية تزوجها غزية بن عمرو المازني بعد ممات زيد.
هي أول مقاتله في الاسلام .أسلمت ليلة العقبة وبايعت النبي .
جهادها:
وشهدت أحداً والحديبية وخيبر وحنيناً وعمرة القضاة ويوم اليمامة ،وبيعة الرضوان
ويوم أحد  لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله أستلت سيفها وكانت مقاتلة قوية، وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول الله تقاتل بين يديه وتضرب بالسيف يميناً وشمالاً حتى هابها الرجال وأثنى عليها النبي وقال: (ما ألتفت يميناً ولا شمالا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني).
وكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته ، وكانت قد شهدت أحدا ، قالت : سمعت رسول الله    يقول: ( لَمَقَامُ نَسِيبَة بنت كعب اليومَ خيْرٌ مِن مَقَامِ فُلان وفُلان )


وكانت( جدة ضمرة بن سعيد المازني)  تَراها يوم أحد تقاتل أشد القتال ، وإنَّها 

لحاجزةٌ ثوبها على وسطها ، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا ; وكانت تقول :

 إني لأنظر إلى ابن قَمِئَة وهو يضربها على عاتقها -وكان أعظم جراحها-، 

فداوته سنة . فكان النبي يطمئن عليها ويسأل (كيف حال نسيبة؟ ).  

  ثم نادى منادي رسول الله  إلى حمراء الأسد  فشدت عليها ثيابها ، فما استطاعت من نزف الدم -رضي الله عنها ورحمها

قال ابنها عبد الله بن زيد ، قال : جرحت يومئذ ( يوم أحد ) جرحا ، وجعل الدم لا يرقأ . فقال النبي : اعصبْ جُرحَك .
فتقبل أمي إليَّ ، ومعها عصائب في حَقْوِها ; فربطت جرحي ، والنبي -  واقف ، فقالت : انهض بُنَيّ ، فضارب القوم! وجعل يقول : (من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة!. )

فأقبل الذي ضرب ابني ، فقال رسول الله : (هذا ضاربُ ابنك ). قالت:  فأَعترضُ له ، فأَضرب ساقه ، فبَرَك . فرأيت رسول الله   يبتسم ، حتى رأيت نواجذه ، وقال : استقدت يا أم عمارة!!.
ثم أقبلنا نَعُلُّه بالسلاح ، حتى أتينا على نفسه . فقال النبي :( الحمد لله الذي ظفَّرك .)

تقول هي عن يوم أحد:ـ  (رأيتني، وقد انكشف الناس عن رسول الله – أي تولوا عنه - فما بقي إلا في نفير- مجموعة - ما يُتِمُّون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذُبُّ عنه، والناس يمرُّون به منهزمين، ورآني ولا تُرْسَ معي، فرأى رجلاً مُوَلِّياً ومعه تُرْسٌ فقال: "أَلْقِ تُرْسَكَ إلى مَن يُقاتل"؛ فألقاه؛ فأخذته، فجعلت أُتَرِّسُ به – تحميه به - عن رسول الله ، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل، لو كانوا رِجَالةً مثلنا أصبناهم -إن شاء الله-.
فيُقبِلُ رجل على فرَس، فيضربني؛ وتَرَّسْتُ له فلم يصنع شيئاً، وولَّى، فأضرب عُرْقُوبَ فرَسه فوقع على ظهره؛ فجعل النبي يصيح: ) يا ابن أم عُمارة، أُمَّكَ أُمَّكَ").
قالت: ( فعاونني عليه حتى أوردتُه شَعُوبَ ) أي قتلته.

بشرها النبي بالجنة ، فقد قالت لرسول الله يوم أحد وهي تقاتل دونه :( ادْعُ الله أن نرافقك بالجنة  !)  أي هي وأبناءها وزوجها ، فقال :( اللهمَّ اجعلهم رفقائي في الجنة )، فقالت  :( ما أبالي ما أصابني من الدنيا )
وروى لها الترمذي والنسائي أن النبي دخل بيتها فقدمت اليه طعاماً. فقال:( كلي ) فقالت :ـ إني صائمة فقال: ( إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة) .

وعندما أرسل النبي ولدها حبيب بن وهب إلى مسيلمة الكذاب باليمامة برسالة يحذر فيها مسيلمة من ادعائه النبوة  والكذب على الله،  أراد مسيلمة أن يضم حبيب إليه ويجعله يصدقه،  قال له مسيلمة أتشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله ؟ قال نعم، فقال له مسيلمة : وتشهد أني رسول الله ؟ فقال حبيب : أنا لا أسمع ، فيقطع منه عضو من جسده حتى قتله ومات شهيداً على يد مسيلمة وهو صابر .
  فلما علمت نسيبة أم عمارة أقسمت أن تثأر من مسيلمة ، فأبر الله قسمها يوم اليمامة،  وعاون ابنها عبد الله على قتل مسليمة الكذاب.

وتمضي الأيام، فشهدت مع رسول الله بيعة الرضوان في الحديبية، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت يوم حنين، ولما انتقل رسول الله الرفيق الأعلى ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب، حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه  تستأدنه بالالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين فأذن لها فخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه ومعها ابنها عبد الله بن زيد لقتال مسيلمة وقاتلت وكانت تصيح (أين أنت مسيلمة اخرج يا عدو الله) وجرحت اثنا عشر جرحا فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم وحشي بن حرب بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه ابنها عبد الله بن زيد.
وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت وخرجت مع المسلمين لقتال الفرس، سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون غنائم عظيمة بكت وتذكرت النبي وهو يشارك في حفر (الخندق) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح (الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس). وكانت ضمن الغنائم قطيفة مرصعة بالجواهر واللالئ، بعث بها عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إليها، فاحتضنت القطيفة وهي تبكي لهذه المنزلة العالية بين الصحابة.
 
توفيت أم عمارة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ما وذلك في عام 13 هـ الموافق 634 م. 

من مروياتها رضي الله عنها :ـ

 أخرج لها أبو داود بسنده أن النبي توضأ فأُتِيَ بإناء فيها ماء قدر ثلثي المد.
وأخرج لها ابن مندة أنها قالت أنا أنظر إلى رسول الله وهو ينحر بدنه قياماً بالحربة.
وروى لها ابو نعيم ن عن النبي :( الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة ) وغيرها.

No comments:

Post a Comment