Sunday 23 February 2014

صحابيات حول رسول الله ﷺ - أم الفضل لبابة بنت الحارث



  

 


... زوجة العباس بن عبد المطلب



نسبها رضي الله عنها

يقول الإمام الذهبي : هي أم الفضل بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية الحرة زوجة العباس عم النبي
و أم أولاده الستة
أسمها : لبابة الكبرى لأن لها أختاً "لبابة الصغرى" وهي أم خالد بن الوليد سيف الله
أمها : هند بنت عوف بن الحارث وقيل عنها أكرم الناس أصهاراً ، فأصهارها هم :
رسول الله زوج أختها ميمونة بنت الحارث ، وهي آخر من تزوج رضي الله عنها.
و العباس رضي الله عنه  عم رسول الله
زوج لبابة الكبرى –أم الفضل
و جعفر بن أبي طالب – ذو الجناحين - ثم أبو بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ازواج أختها أسماء بنت عميس
و حمزة بن عبد المطلب زوج أختها سلمى بنت عميس ومن بعده شداد بن الهاد
و الوليد بن المغيرة زوج أختها لبابة  بنت الحارث الهلالية وتلقب بالصغرى  وهي أم الصحابي الجليل سيف الله المسلول خالد بن الوليد .
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن أبيه عن كريب قال قال رسول الله وسلم وذكرت ميمونة بنت الحارث وأم الفضل بنت الحارث وأخواتها لبابة الصغرى وهزيلة وعزة وأسماء وسلمى ابنتا عميس فقال رسول الله : ( إن الأخوات لمؤمنات )

أبناء أم الفضل رضي الله عنها:  
وأم الفضل لبابة الكبرى هي أم عبد الله بن عباس حبر الأمة ، وخالة سيف الله المسلول خالد بن الوليد و خالة أبناء جعفر وخالة محمد بن أبي بكر
و قد ولدت للعباس رضي الله عنه ستة رجال وهم : الفضل (وكان العباس يكنى به رضي الله عنه) ، عبد الله، معبد، عبيد الله، قثم وعبد الرحمن وولدت له بنتاً أسمها أم حبيب .
النبي يبشرها بمولد ولدها عبد الله بن العباس :
 عن ابن عباس، قال: (  حدثتني أم الفضل بنت الحارث _ أمه _ قالت: بينا أنا مارة و النبي  في الحجر فقال: (  يا أم الفضل)  قلت : لبيك يا رسول الله، قال: (  إنك حامل بغلام ) قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يولِّدون النساء ؟  قال: ( هو ما أقول لك، فإذا وضعتيه فأتيني به) فلما وضعته أتيت به النبي  فسماه عبد الله و ألياه(حنكه بريقه) بريقه، قال: ( اذهبي به، فلتجدنَّه كيسا ) قالت : فأتيت العباس فأخبرته، فتبسم، ثم أتى النبي ،و كان رجلا جميلا، مديد القامة، فلما رآه النبي  قام إليه فقبل ما بين عينيه و أقعده عن يمينه، ثم قال : (  هذا عمي، فمن شاء فليباه بعمه ) فقال العباس: بعض القول، يا رسول الله ، قال : ( ولم لا أقول وأنت عمي وبقية آبائي،  والعم والد )  هي أم ترجمان القرآن و حبر هذه الأمة )  رواه الطبراني و قال الهيثمي إسناده حسن.
ويروى انها رضي الله عنها كانت حبلى بأبنها عبد الله عندما كان النبي محاصراً في الشعب مع بني هاشم فجاءه العباس رضي الله عنه وقال : "يا محمد أرى أم الفضل قد اشتملت على حمل"
فقال
: "لعل الله أن يقر أعينكم"
وقد مات كل واحد من أولادها في بلد بعيد عن الآخر وقيل : ما رأينا مثل بني أم واحدة أشراف ولدوا في دار واحدة أبعد فبوراً م بني أم الفضل
إسلامها رضي الله عنها:
قال أبو رافع مولى رسول الله كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، و كان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس و أسلمت أم الفضل وأسلمت، وكان العباس يهاب قومه و يكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه .. )
المشهور عن إسلامها – في أكثر الروايات- أنها رضي الله عنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
 وفي البخاري ما يدل على انها من المسلمات الأوائل إذ يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
( كنت أنا و أمي من المستضعفين من النساء والولدان ) ، ولذا فهي أول السابقات و هو مقام كريم و فوز عظيم، و منزلة لم تبلغها امرأة قط
و قد قال عنها الإمام الذهبي رضي الله عنه : كانت أم الفضل من علية القوم .

شجاعتها رضي الله عنها
كانت لأم الفضل رضي الله عنها وقعة شهيرة يوم بدر يرويها أبو رافع مولى رسول الله يقول : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكان أبو لهب –عدو الله- قد تخلف عن بدر فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبثه -أذله- الله واخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة وعزاً.
وكنت رجلاً ضعيفاً أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم و عندي أم الفضل جالسة و قد سرنا ما جاء من أنباء نصر الله للمسلمين فجاء أبو لهب ولم يصدق أنباء النصر وجاء أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال أبو لهب : إلي يا ابن أخي ما خبر الناس ؟
فقال :
ما هو إلا لقينا رجال حتى منحناهم أكتافنا و لقينا رجال على خيل بلق بين السماء و الأرض
فقلت : تلك الملائكة
فلطمني أبو لهب لطمة شديدة وطفق يضربني فقامت أم الفضل الى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فشجت رأسه شجة منكرة و قالت
: تستضعفه أن غاب عنه سيده فقام مولياً ذليلاً فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتله
مكانتها من آل بيت النبي :

كان رسول الله
يقيل عندها وذات مرة أخبرته بحلم رأته فقالت : يا رسول الله رأيت كأن عضواً من أعضائك في بيتي فقال :( خيراً رأيت تلد فاطمة غلاماً وترضعيه بلبن ابنك قثم )
فولدت فاطمة رضي الله عنها الحسين رضي الله عنه وأرضعته أم الفضل مع أخيه قثم رضي الله عنه والذي كان يشبه النبي

هجرتها:ـ
هاجرت رضوان الله عليها مع زوجها العباس عم النبي ، إلى المدينة، عام الفتح ،وشهد العباس معه فتح مكة وانقطعت الهجرة بعدها، وشهد غزوة حنين وكان ممن ثبت معه في حنين، وكان رسول الله يعظمه ويكرمه بعد إسلامه وكان وصولا لأرحام قريش، محسنا إليهم، ذا رأي سديد وعقل غزير
قال رسول الله : (  أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه )  
وعن العباس قال : أتيت رسول الله فقلت : علمني يا رسول الله شيئا أدعو به . فقال : (  يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة )
أم الفضل الراوية :

كان قرب أم الفضل رضي الله عنها من النبي
 سبباً في أنها استطاعت جمع حصيلة ثرية من أحاديث النبي  ،يقول الذهبي : "خرجوا لها في الكتب الستة" و اتفق الشيخان على حديث واحد وانفرد كلا منهما بحديث كما روى عنها عدد من الصحابة و التابعين
وفاتها رضي الله عنها

يقول الذهبي رحمه الله : أحسبها توفيت في خلافة عثمان  وقد ماتت قبل زوجها العباس رضي الله عنه
رحمها الله تعالى و جمعها مع أحبائها في الجنة ان شاء الله تعالى  

No comments:

Post a Comment